الثلاثاء، 16 يوليو 2013

تاريخ ترهونة

ترهونة الطبيعة الساحرة - غابة الشرشارةط

بالإشارة الي المقال المنشور بموقع ليبيا اليوم عن موضوع حول سر علاقة مالطه بترهونة وذلك من خلال الأمسية الثقافية التي ألقيت بدار حسن الفقيه حسن للفنون ضمن الموسم الثقافي لعام2007 مساء ا لثلاثاء بتاريخ 22/5/2007.

وما استوقف الكاتب عبد الحكيم عامر الطويل عنوان الكاتب الإنجليزي الذي مر عليه صدفة على شبكة المعلومات الدولية (tarhuna farm house بمعني بيت ترهونة الريفي) في الموقع الإلكتروني:http://www.gozo.info/firstgozo/tarhuna.shtml

ليكن معلوما لدى الجميع ان ترهونة تعتبر جزءا لا يتجزأ من جبال نفوسه البربرية, والتي صدر فيها كتاب "مرتفعات الهة الجمال" للكاتب الإنجليزي بإرث والذي يوضح فيه عن وجود 72 معبد ونصب بمنطقة جبال نفوسه وخاصة ترهونه. وحرف "ت" في حد ذاته حرف علم, والدليل على اشتراك هذا الحرف في عدة مدن ومناطق منها تاجموت, تمزين, تاجورا, تاقرفت, تازربو, تيجى وترهونة مما يدل على ان الاسم الحقيقي للمنطقة "راهونة" وبإضافة حرف العلم "ت" أصبحت كذلك, ولا يستطيع أحد إضافة حرف علم آخر الي ترهونة بحيث تصبح الترهونة بالرغم من مناداة جميع الناس بالترهوني.

وليس من الغريب ان تكون لهجة او بالأصح لغة مالطا هي العربية أصلا وتحرفت على مدى الزمن وذلك لان الفينيقيين هم اللذين اكتشفوا مالطا, واعطوها هذا الاسم لكي تكون لهم محطة تجارية مثلها مثل لبده الصغرى والكبري, وان الشعب الفينيقي شعب مغامر يجوب البحار ويعبر منه الي بلدان العالم وخاصة منطقة شمال إفريقيا لذلك فإن اللغة الأصلية لمالطا هي الفينيقية والشعب الفينيقي هو شعب عربي, ولغته العربية من بلدان الشرق الأوسط , وبالتحديد الشام.

بالرغم من أننا لا نريد الغوص في معلومات وبيانات قد تخرجنا عن صلب الموضوع لكن من حق القارئ أن يفهم هذه الحقائق التي يصعب على الكثير معرفتها وذلك لعدم انتشار الوعي الثقافي بين الناس لغياب الكتاب الذي حل محله وسائل الاعلام الحديثه والقنوات الفضائيه والتي آخذت من الناس جل وقت فراغهم.

على أي حال, ان العلاقة بين كل من ترهونة ومالطا علاقة تاريخية كبيرة وذلك منذ بداية اكتشاف جزيرة مالطا من المغامرين الفينيقيين ولقبوها بهذا الاسم واستخدمت محطة تجارية واستراحة لهم مثل لبده الكبري ولبده الصغرى التي لا تبعد عن ترهونة بمسافات قليله من الكيلومترات تقريبا والتي أطلق عليها الفينيقيين اسم "حمص" و"المرقب" باعتبارهم وافدين من الشام وهذه الأسماء موجودة في سوريا حتى هذا التاريخ, وحيث ان اللغة المالطية لا تنطق حرف "خ" الذى يوازيه حرف "ح" إضافة الي ذلك أطلقوا اسم " صبره " على منطقة صبراته الحالية واضيفت لها "ته" لما كان دارجا في اللغة البربرية مثل سلاته, سراته وصبراته وغيرها.

وان العلاقة الطويلة بين هذه البلدين ترهونة ومالطه علاقة مشتركه حيث توجد أسماء فينيقية في ترهونه مثل "دوغا" وهي عين دوغا في منطقة الخضراء بترهونه وفي مناطق اخرى منها طرابلس المدينه, صبره, حمص", وبمرور الزمن قام فرسان القديس يوحنا باحتلال طرابلس الغرب لمدة زادت عن العشرين عاماً ,حيث قاموا بتسمية منطقة "الحمرونية" على مدينة الحمرون بمالطا.

وعندما طالب أعيان تاجورا باعتبارها العاصمة السياسية في ذلك الوقت , الباب العالي طرد المحتل من البلاد فلبي النداء وارسل حمله من 12 آلف مقاتل برئاسة القائد المشهور درغوث باشا لطرد المالطيين من البلاد إلا ان حملته لم تتمكن من فتح الحصن نظراً لاستماتة القائد المالطي لوفاليت في الدفاع عنه واستشهد درغوت عند اقتحامهم للحصن اللذين لم يستطيعون فتحه للمقاومة الكبيرة التي واجهتهم , وعين بعده سنان باشا الذي طلب الإمداد والعون من الباب العالي الذي رد عليه بأن يأخذ من تاجوراء المدد نظراً لتأخر المدد في الوصول فقام بأخذ 12.000 فارس من طرابلس الغرب منهم عدد لا بأس به من ترهونة وخاصة أولئك اللذين يقيمون بمدينة تاجورا لوجود أعداد كبيره منهم ً.

وبدأت الحملة الثانية بقيادة سنان باشا الذي قام بفتح الحصن المالطي بعد مشقة طويلة وذلك بجهود الطرابلسيين الذين قاموا يفتح الحصن ودخل الطرابلسيون مالطا حيث ان الجنود فى ذلك الوقت كانت لديهم مكافأة الغزو والفتح تتمثل في الورقة البيضاء فى ان يفعل الجندى ما يشاء فى الحدود الإنسانية فقام مجموعة كبيرة من جنود ترهونة باحتلال شارع كامل فى المدينة واطلق عليه شارع معرف وهي ربع من أرباع ترهونة الشهيرة التي تنتمي إليها أسرة المالطي الذى لا أشك مطلقا بأن من اجدادهم من كانوا في حملة فتح مالطه والاقامه بها بشارع امعرف المذكور, ولا يزال يذكر اسم هذا الشارع حتى يومنا هذا بين الشيوخ الكبار اللذين توارثوا عن آبائهم وأجدادهم هذا الاسم, وعندما هدأت الأحوال سمى حصن مالطا باسم فاليتا نسبة لقائدهم حامى الحصن مسيو لوفاليت تخليدا لذكراه.

وبعد ذلك هوجمت طرابلس الغرب من قبل فرسان القديس يوحنا مما أدى الى احتلالها من المالطيين بالرغم انه لم يستطيعوا البقاء طويلا وذلك لاستنجاد الليبيين بالباب العالي كما نوهنا أعلاه. والدليل على عروبة مالطا الفينيقية / الشامية تسمية مدنها مثل سليمة, الحمرون والجزيرة مع وجود طرابلسيين منذ العهد القديم وخاصة من عرب ترهونة والجوازى اللذين يتواجدون فى الجزر المالطية وخاصة جزيرة "جوازو" وليس جوزو نسبة الي قبيلة الجوازى الشهيرة المسماة نسبة الي الجازيه الهلالية.

إضافة الى انه فى عهد الباشا القرمنلى أسرت باخرة كان بها كثير من الركاب المالطيين حيث استفاد الباشا من الشباب الموجود بها لديه فى السرايا الحمراء كل حسب تخصصه ومهنته واما بقية الكبار من الرجال والنساء والأطفال قذف بهم الي ترهونة فمات الكبار وترعرع الصغار واصبح اسم المالطي أسما فعليا لهم.

لذلك فإن سر العلاقة بين ترهونة ومالطا علاقة قديمه والمالطيون بذلك يقدرون هذه العلاقة لما كانت لترهونة مكانه كبيره باعتبارها إمارة تمتد حتى النوائح الاربعه والتي يطلق عليها ربع شيبون أى ربع الدراهيب الحالي وشمالا إلى تاجوره مروراً بغنيمة والقربولي وهذه حقائق لا تخفى على احد.

نحن لا نشك مطلقاً بأن العلاقة هي علاقة قديمه ثبت بعد الهجرة الاسيويه إلى المنطقة وخاصة جبل نفوسه التي انتشرت فيها الأسماء الاسيويه فكانت مديرية غريان القديمة في العهد العثماني يطلق عليها "داغسات" نسبة إلى مرتفعات داغستان, في الشيشان وكثير من المسميات الاسيويه أضيفت إلى التسميات البربرية حيث أن المنطقة كانت بربرية مائة بالمائة إلى حين تاريخ الفتح العربي الإسلامي في سنة 21 هجرية.

وفيما يتعلق باسم المالطي فهو موجود ومشترك بين الليبيين , وفي قبائل كثيره, ولكن لكي يعرف الجميع أن مدينة ملطية فى آسيا تسمى كل من ينتسب إليها ملطي وبذلك اصبح اسم "الملطيو المالطي" شيئان متوازيان لا يعرف الكثير الا ما ينسب إلى مالطا لان ماطبه الاسيويه لايعرفها عامة الناس.

من المؤسف حقا إن تاريخنا القديم هو بين يدى المستشرقين وغيرهم من الأوربيين والذى تحتوى علي العموميات وليس الجزئيات ومن أراد الجزئيات فإننا نهتم بها ونعرفها المعرفة الحقه, وأن هذا المقال هو مجرد رد لأسئلة محدده وليس بالإمكان التوسع والاطناب حرصا على عدم الخروج على الموضوع, واستناداً للمثل الذي يقول (لكل مقام مقال , وكل حادث حديث).

نأمل أن نكون قد قدمنا فكره موجزه عن سر العلاقه بين مالطه وترهونه, ومن يريد المزيد من البيانات والمعلومات التاريخيه عليه الرجوع إلى كتاب "ورقات عن الحضاره العربيه بافريقيه" الجزء الاول لكاتبه الاستاذ \ حسن حسني عبد الوهاب.

صدر بمدينة بنغازى يوم الاثنين الموافق 9 يوليو 2007

كاتب المقالة / محمد خليفه الترهوني (مترجم قانوني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق