ترهونة معلوم لدى الجميع أنها لم تنل حقها في الدراسة التاريخية والثقافية في ليبيا رغم كونها تزخر بتاريخ كبير و مشرف منذ أقدم العصور التاريخية حيث كانت مركزا لآلهة الجمال الثلاث و قد ذكرها المؤرخ الشهير هيرودوت الذي قال انها مرتفعات الجمال و قد تباينت الروايات وتعددت حول سبب هذه التسمية من قول البعض أنه بسبب ( وجود آلهة الجمال الإغريقية الثلاث بها ) إلى فول البعض أن السبب برجع لــ ( جمال أهلها ) والأخيرة لا زالت سماها ظاهرة حتى بومنا هذا ,,, ثم بعد هذه الفترة خفت ذكرها مع سائر البلاد و اختفى لمدة معينة يبدو ان البلاد ( ليبيا ) فيها كانت إما في فوضى او لم يركز عليها الباحثون بشكل كبير ,,, و استمر الوضع كذلك حتى مجيء فرسان القديس يوحنا ( فرسان مالطا ) حيث عادت المدينة للساحة و بقوة هذه المرة حيث كانت منفى للأسرى المسيحيين من جنود فرسان الفديس يوحنا الذين أسرهم الأتراك العثمانيون ونفوهم إلى ترهونة كما ان ربع شيبون من ترهونة ساهم في تخليص طرابلس من الغزاة المسيحيين و بعد تمكن الأتراك العثمانيين من البلاد و بداية جور الولاة العثمانيين كانت ترهونة من المدن التي ثارت مرات ومرات على حكم الباب العالي و ولاته في ليبيا و كان لها أن أذاقت العثمانيين مرارة الهزيمة في عدة مرات و بعد ذلك و عند توفيع اتفاقية اوشي لوزان التي تخلت على اثرها تركيا عن ليبيا لصالح إيطاليا كان لترهونة دور كبير و كبير جدا في حركة الجهاد الليبي ضد المستعمر الجديد للبلاد و كانت دائما خارج نطاق الفتنة القبلية بل كان لقادتها ومشائح دور كبير في إطفاء نار القتنة و يحسب لترهونة كونها قتلت أكبر عدد من الجنود الإيطاليين في معركة واحدة وهي معركة الشقيقة سنة 1915 كما ان قياداتها كان لها مكانة مرموقة في البلاد و أما في فترة البناء لدولة ليبيا فقد شارك أبناء ترهونة بشكل فعال في بناء و تحديد مصير ليبيا ما بعد الإدارة البريطانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق